يُعتَبَر موضوع التّوحيد أو وَحدانيّة اللّه من أوّلِ المواضيعَ الّتي أكّد عليها حضرة بهاءاللّه في آثاره ووضّحَ معناهُ الحقيقيّ وأبعاده المختلفة واعتبره قضيّة مسلمٌ بها سبق إثباتُها في الظّهورات السّابقة وإعتبره من الأركان الرئيسيّة للإيمانِ به، وأن الحقيقةُ الإلهيّةُ مستورةٌ وستبقى مستورة عن العقول والأذهان. يعلِّمنا حضرة بهاءاللّه أنّ اللّه هو ذاتُ غيبٍ منيعٍ لا يُدرك.
وحدة الأديان
جميع الأديان متفقة في جوهرها ومبادئها ورسالتها وجميعها حملت رسالة واحدة للبشرية وأتت من مصدر واحد لتأسيس الألفة والوفاق. وصف حضرة بهاءالله ديمومة الرسالة الإلهية بقوله:
”هذا دين الله من قبل ومن بعد“
فوظيفة الدين تمهيد السبيل لارتقاء الروح الانسانية وارتباطها بخالقها في علاقة تزداد حباً وشغفا. بالتالي لا يوجد ثمة تناقض بين التعاليم الاساسية التي تنادي بها الأديان لأنها جميعا جائت من أجل تهذيب النفس البشرية وتنمية مكارم الأخلاق.
وحدة الجنس البشري
أكد حضرة بهاءالله بأن البشر جميعاً خلقوا من تراب واحد، وجوهر روحاني واحد؛ وأن الروح الانساني يمثل أسمى آيات الله في خلقه، تلك الروح الإنسانية المتحررة عن الجنس والعرق واللون والجنسية وغير ذلك من فروقات جسدية واجتماعية. إن كافة أشكال التفرقة والتمييز والاختلاف بين اجناس البشر وأعراقهم وانتماءاتهم ناتجة عن تراكم أوهام وتعصبات زائفة لا حقيقة لها، في حين أن تنوع الجنس البشري مدعاةٌ لإثراء الحضارة الإنسانية ويزيدها جمالاً وبهاءً.
المساواة بين الامرأة والرجل
إن وحدة الجنس البشري لا تكتمل دون إلغاء كافة أنواع التمييز بين البشر وعلى رأسها التمييز بين المرأة والرجل وما يتطلبه ذلك من مساواة في الحقوق بينهما. فالبشرية مثل الطائر لا يستطيع التحليق إذا كان أحد جناحيه أضعف من الآخر؛ فمهما تباين أفراد البشر من حيث الخصائص الجسدية، إلا أنهم متساوون في جوهرهم الروحاني ولا فرق بينهم.
الاخلاق والعفة
جاءت كلّ الدّيانات السّماوية بتعاليم روحية وأخلاقية وبقوانين وأحكام نظّمت تعاملاتنا مع بعضنا البعض كأفراد ومجتمعات وحضارات إلى أن أصبحت هذه القوانين والأحكام شيئا فشيئا متعارف عليها دولياً وعالمياً الى حدّ ما، وصرنا نتوقّعها ونتطلبها في حياتنا اليومية حتى في الدول التي لا يمارس فيها الدين بصورة جديّة حسب الظاهر. الدين البهائي كما هي الحال في الديانات والرسالات التي سبقته في التاريخ، جاء مؤكداً ومعزّزاً لهذه القيم الأخلاقية وأهمية تطبيقها والتمسك بها في كل لحظة في الحياة اليومية أينما كنا.
حقيقة الروح
في التعاليم البهائية، الحقيقة روحانية. لكل انسان روحا مرتحلة ازليا نحو الله. تبدأ الروح رحلتها من هذا العالم المادي، مطورة فضائلا وخصالا تساعدها في العوالم الروحانية القادمة. بعد الموت، تستمر الروح بالتوجه الى الله، والجنة والنار ليسا مكانان ماديان وانما تعبير رمزي لقرب الروح او بعدها من الله