لا يمكن الحديث عن تاريخ البهائية في العراق والدين البهائي بصورة عامة دون الحديث عن قرة العين جناب الطاهرة والتي يصفها حضرة عبد البهاء:
من النساء الطاهرات والآيات الباهرات اللائي هن قبس من نار محبة الله وسراج موهبة الله
تلك المرأة التي قالت لأحد الوزراء وهي سجينة في داخل بيته: “يمكنك قتلي متى تشاء، لكنك لا تستطيع وقف تحرير المرأة”
يتحدث عنها حضرة عبد البهاء في كتاب تذكرة الوفاء:
حدث أن حضر ذات يوم جناب آقا سيد يحيى الوحيد، ذلك الشخص الفريد، روح المقربين له الفداء، وجلس في غرفة الضيوف وكانت الطاهرة جالسة وراء الحجاب وكنت أنا نفسي (عبد البهاء) إذ ذاك طفلاً جالسًا على حجرها وما لبثنا حتى أخذت الآيات والأحاديث تتدفق كالدر المنثور من فم جناب الوحيد في إثبات هذا الأمر وما لبثت الطاهرة أن هاجت ثم قالت: “يا يحيى، فأتِ بعمل إن كنت ذا علم رشيد. ليس الوقت وقت الأقوال والروايات إنما الوقت وقت الآيات البينات، وقت الاستقامة وهتك الأستار والأوهام وإعلاء كلمة الله، وقت تضحية الروح في سبيل الله. العمل! العمل! لابد من العمل!”
فصل الطاهرة من كتاب تذكرة الوفاء لحضرة عبد البهاء
ويقول عنها المؤرخ الدكتور على الوردي:
أني أعتقد على أي حال أن قرة العين أمرأة لا تخلو من عبقرية وهي قد ظهرت بغير زمانها، أو هي قد سبقت زمانها بمائة سنة على اقل تقدير. فهي لو كانت نشأت في عصرنا هذا، وفي مجتمع متقدم حضارياً، لكان لها شأنا أخر، وربما كانت أعظم أمرأه في القرن العشرين.
هكذا قتلوا قرة العين
كما وصفها الكاتب يوسف أفنان ثابت في كتابه بكاء الطاهرة:
إن انتشار أخبار رحلاتها ومراحل دعوتها لحركة الباب في كربلاء والكاظمية وكمرمنشاه وطهران خلّف لنا صورة واضحة لنموذج المرأة المبشرة، تلك الشاعرة الداعية إلى الخلاص من إرث الديانات السابقة، فدفعت المؤمنين بدعوتها إلى أزمة روحية، فهي التي صرخت بأعلى صوتها في مؤتمر “بدشت” وقد كشفت عن وجهها وتزينت: إني أنا الكلمة التي ينطق بها القائم والتي يفرّ منها نقباء الأرض ونجباؤها
بكاء الطاهرة رسائل قرة العين